المشهد الإعلامي بالمغرب، كما في العديد من البلدان، يمر بتحولات عميقة نتيجة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية. إذا كنت تشير إلى تصاعد تأثير أشخاص غير مؤهلين أو غير متخصصين في الإعلام، فإن ذلك يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل:
1. الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي أعطت لكل فرد مساحة للتعبير ونشر المحتوى، مما أتاح الفرصة لأشخاص ليس لديهم تكوين أو خبرة إعلامية للظهور والتأثير. ومع ذلك، يفتقر العديد من هؤلاء الأشخاص إلى المعايير المهنية والأخلاقيات الصحفية.
2. ضعف التنظيم والرقابة
قد يكون هناك غياب أو ضعف في تنظيم القطاع الإعلامي بشكل كافٍ لمواجهة التحديات الجديدة، مما يسمح بانتشار المحتوى الرديء أو غير المهني.
3. تغير اهتمامات الجمهور
الجمهور أصبح يميل أكثر إلى المحتوى السريع والتفاعلي، حتى لو كان أقل جودة أو عمقاً. وهذا دفع البعض للبحث عن “الإثارة” بدلاً من المصداقية أو الجودة.
4. تراجع دور المؤسسات الإعلامية التقليدية
بسبب تحديات اقتصادية وتقنية، تراجعت مكانة الصحافة التقليدية أمام الإعلام الرقمي، مما فتح المجال لظهور أصوات غير مهنية.
كيف يمكن معالجة هذا الوضع؟
1. تعزيز التربية الإعلامية: توعية الجمهور بأهمية التمييز بين الإعلام المهني والمحتوى العشوائي.
2. تقوية تنظيم القطاع: عبر وضع معايير صارمة وضمان احترام أخلاقيات المهنة.
3. رفع جودة المحتوى الإعلامي: المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تطوير محتواها لمواكبة تطلعات الجمهور دون التفريط في الجودة.
4. محاربة الأخبار الزائفة: تشجيع المشاريع التي تتصدى لنشر المعلومات الخاطئة أو المضللة.
المشهد الإعلامي المغربي ما زال يملك رموزاً وأسماء لامعة ومهنية، لكن يجب العمل على تحسين بيئة الإعلام ككل لمواكبة التحديات الجديدة.