
رسالة مفتوحة
من «المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية»
إلى
عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية
السيد الرئيس المحترم
تحية طيبة مباركة وبعد،
تتبعت «المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية» بأسف تلكم الحملات. المؤذية التي يتعرض لها، بلدنا في بلدكم وما يصدر عن الجهات الرسمية الجزائرية من مساس بمقدسات ووحدتنا الترابية، مروراً بالأقوال العدائية لمسؤوليكم الحكوميين في العديد من المحافل الدولية أو الإقليمية، دون إغفال ما تردده وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية منها، خاصة من بهتان وقذف.
وهيئتنا كمنظمة غير حكومية، مستقلة، لا ارتباط لها بأي جهة حكومية، فيحز في صدر كل مغربي تجاه هاته التصرفات غير اللائقة بجارة لنا معها آصرة تاريخية واجتماعية لا تستحمل كل هذه الضغينة.
السيد الرئيس المحترم نذكركم أن منظمتنا تهدف إلى غاية نبيلة وهي الذود عن إخواننا المحتجزين في مخيمات العار بتندوف وعلى كل حال، فإن المغرب لن يفرط في أي شبر من أراضيه سواء المسترجعة، أو التي لازالت مغتصبة في شرقه وجنوبه وشماله،
بالمطالبة بحقوق المغرب التاريخية، وبالتالي استرجاعها بطرق سلمية دون اللجوء إلى طرحها أمام المحكمة الدولية، تجاوباً واستحضاراً للصفحات المشرقة للتاريخ المشترك وما بذله مغربنا من تضحيات جسام للجزائريين حتى نالوا حريتهم وكرامتهم. وخير دليلنا على ذلك هو معركة أسلي التي قامت بين المغرب وفرنسا في 14 غشت 1844م بسبب مساعدة السلطان المغربي [مولى عبد الرحمان] للمقاومة الجزائرية ضد فرنسا واحتضانه للأمير عبد القادر، الشيء الذي دفع الفرنسيين إلى مهاجمة المغرب عن طريق ضرب ميناء طنجة، ثم ميناء تطوان ثم ميناء أصيلة، انتهت المعركة بانتصار الفرنسيين وفرضهم شروطا قاسية على المغرب، تمثلت هذه الشروط في اقتطاع فرنسا لبعض الأراضي المغربية وفرضها غرامة مالية على المغرب ومنعها المغاربة من تقديم الدعم للجزائر، وتسمى الاتفاقية للامغنية وقعت سنة 1845. اضطر المغرب للتوقيع على معاهدة للامغنية بعد قصف شديد للقوات الفرنسية للمدن الساحلية المغربية أودى بقتل الآلاف،
فظلت الدولة المغربية تتأثر بموقعها الحدودي مع الجزائر (وحتى وقت الجزائر العثمانية) طيلة تاريخهما المشترك. وظهر هذا جليا بعد الاستعمار الفرنسي للجزائر، فقد كان على المدن المغربية وساكنتها احتضان المقاومة الجزائرية ودعمهم بالمال والسلاح خاصة على عهد الأمير عبد القادر الجزائري. وقد اقتنعت فرنسا أن هذا الدعم سبب كاف ليكون الحلقة الأولى لاحتلال المغرب والسيطرة على الشمال الافريقي والقضاء على القواعد الخلفية للمقاومة الجزائرية. فقامت بالضغط على المدن الحدودية بدعوى ملاحقة العناصر الثائرة ضد فرنسا، مما جعلها تدخل في حرب مع المخزن المغربي في معركة إسلي عام 1844م والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمغاربة. وأجبرت فرنسا المغرب على توقيع معاهدة للامغنية في نفس السنة، وكان من أهم بنودها رسم الحدود بين الدولة المغربية والجزائر المستعمر. فتم الاتفاق على أن تمتد الحدود من قلعة عجرود (السعيدية حاليا) الى ثنية الساسي، وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد للحدود بدعوى أنها أراضي خالية لا تحتاج إلى رسم وتوضيح للحدود، إن كل ما تم التطرق إليه يثبت أن المغرب على أحقية في المطالبة باسترجاع أراضيه المغتصبة، وعليه
السيد الرئيس المحترم؛ ڤإن المجتمع المدني المغربي الواسع قد أسس تنسيقية دولية للمطالبة باسترجاع الصحراء الشرقية، وفي الوقت الذي نطالبكم السيد الرئيس المحترم باسترجاع أراضينا المغتصبة يؤسفنا أن بلدكم الجزائر يُجاهر بدعم الحركات الانفصالية ضدا في المغرب، سواء بدعمه اللا محدود لجبهة ”بوليساريو” الانفصالية، طوال سنين، أو عبر ما استجد عبر تنظيم ما سمي بـ ”مؤتمر الريف”، في مساع واضحة لتهديد استقرار المملكة المغربية الشريفة.
السيد الرئيس المحترم
إن منطقة المغرب الكبير، التي تربطها عبر التاريخ الطويل والعريق مرجعيات ومصائر متشابكة، تجد نفسها اليوم على حافة خلافات عميقة وخطيرة على أمنها العام ، بسبب الإجراءات التي اتخذتها سلطاتكم، والتي اتسمت باستفزازات صريحة وواضحة ضد المغرب، وهي توترات لا نريدها بين الأشقاء لأنها ستكون خطر تقويض المبادئ الأساسية التي قام عليها اتحاد المغرب الكبير، الذي يلزم الدول الأعضاء ــ الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا ــ باحترام سيادة بعضها البعض والامتناع عن دعم الأنشطة التي تهدد استقرار جيرانها. ومع ذلك، كشفت تصرفات بلدكم الجزائر عن انحراف صارخ عن هذه المبادئ العظمى. فبالإضافة إلى استضافتكم الأنشطة الانفصالية التي تستهدف وحدة المغرب، منذ فترة طويلة بالدعم المادي والدبلوماسي لجبهة بوليساريو، إلى جانب تأييدكم لمبادرات أخرى هدفها زعزعة الاستقرار، وذلك تناقضاً مع التزام بلدكم للمعاهدة السالفة الذكر.
إننا نتوق لمستقبل تضمد فيه الجروح وتهدأ فيه الانفعالات وتعود الروابط طبيعية وأخوية بلم شمل الشعب المغربي بشقيقه الجزائري لرفاه شعوبنا ورفعة أوطاننا والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل وما ذلك على الله بعزيز.
مصداقا لقوله تعالى «لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين. إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. صدق الله العظيم (صورة التوبة).
وتقبلوا منا
السيد عبد المجيد رئيس الجمهورية الجزائرية
خالص مشاعر التقدير والاحترام
عن
المنسق الوطني للمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية
المصطفى العياش
متابعة : الأستاذ عبد الله بوقدير