
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله الذي جعل الموت حقًّا على العباد، وجعل ذكر الصالحين حياةً للقلوب بعد رحيلهم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الحضور الكريم،
نقف اليوم أمام لحظة صعبة، لحظة وداع رجلٍ كان وجوده بيننا مصدر قوة وثبات، وهيبته تشهد لها الجبال الراسخة، وقيمته كالنجم الذي لا يغيب عن سماء العزّ. عاش حياته شامخًا، لا تهزه الرياح، ولا تزعزعه العواصف، صادقًا مع نفسه ومع ربه، متمسكًا بالحق، متشبعًا بروح الذكر والتأمل.
لقد كان – رحمه الله – معينًا لمن يلجأ إليه، وملاذًا لكل من يبحث عن النصح والحكمة، وصاحب سرّ لا يبوح إلا بينه وبين خالقه. كان نورًا يمشي بين الناس، وبصمته لا تُمحى من صفحات الزمان، وصوته سيظل يرنّ في قلوب من عرفوا قيمته ومكانته.
رحل عنا جسدًا، لكن أثره سيبقى حيًّا، وذكراه ستظل منارةً في دروب الساعين إلى الصفاء والحق. وإننا إذ نودعه اليوم، نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضةً من رياض الجنة، ويجمعنا به في مستقر رحمته مع الصالحين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.