
مقبرة سيدي مومن بالبيضاء بين الإهمال والخراب… ألا تستحق بعض الكرامة؟
بقلم – المراسل الإعلامي
محمد العيساوي
في قلب حي سيدي مومن، تقبع مقبرة عريقة، شاهدة على أجيال مضت وأرواح وُدعت تحت ترابها. مقبرة كانت في يوم من الأيام مَعلَماً يحظى بالاحترام والهيبة، فإذا بها اليوم تتحول إلى فضاء مهمل، تحاصرها الأزبال، وتُدنس حرمة قبورها.
القبور مهدّمة، الشواهد مكسّرة، وبعضها لم يعد يُعرف صاحبه. الزائر لا يجد مكاناً يمرّ منه دون أن يتعثّر في حُفرة أو يسقط بين أطلال القبور. حتى الجدران المحيطة بالمقبرة، إن وُجدت، أصبحت متهالكة وتفتقر لأبسط شروط الصيانة، وكأن من دفنوا هناك لا حق لهم في الراحة، ولا أهل لهم يدافعون عنهم.
مقبرة سيدي مومن ليست فقط مكاناً لدفن الأموات، بل هي جزء من ذاكرتنا الجماعية، من تاريخ هذا الحي الشعبي العريق. فهل يُعقل أن تُهمل بهذا الشكل؟ أين هي الضمائر؟ وأين هم المسؤولون؟
نطالب، بصوت كل من مر من هذه المقبرة وانفطر قلبه لما رآه، أن تكون هناك التفاتة عاجلة من الجهات المختصة: تنظيف، ترميم، بناء سور يحمي حرمتها، وربما حتى تعيين حارس إن لزم الأمر. فحرمة الموتى من حرمة الأحياء، والسكوت عن هذا الوضع لم يعد مقبولاً.
الكرامة لا تنتهي بالموت، ومن حق من رحلوا أن يُحترم مكان دفنهم كما يُحترم الإنسان في حياته. فهل من مُجيب؟